مقطع |
في أحد الحقول وقفت فزاعة وهي تمد يديها صامدة أمام الرياح، والمطر. يرعب منظرها الطيور التي تحلق مبتعدة وذلك ما يُشعر الفزاعة بالحزن لشعورها بالوحدة. وفي أحد الأيام حط سرب من الطيور التي هربت عند رؤيتها للفزاعة، ولكن العندليب بقي قريباً واقترب أكثر فأكثر إلى أن حط على يد الفزاعة. فطلبت الفزاعة من العندليب أن يقترب ويطربها بصوت تغريده الشجي. طلبت الفزاعة من العندليب أن يحضر كل يوم ليستمتع بصوته الشجي، وافق العندليب على شرط ألا تخيف الفزاعة الطيور. وافقت الفزاعة ولكن ستخبر الفلاح بأن يسمح للطيور الأكل من الثمار على أن تساعد الطيور الفلاح وقت الزراعة في تنظيف الحقل. منذ ذلك اليوم أصبح العندليب والفزاعة أصدقاء، أما الطيور فتضاربت أقوالهم فمنهم من شك في هذه الصداقة، ومنهم من اعتقد بأنها خدعة من الفزاعة، والبعض الآخر اعتقد بطمع العندليب وغروره. وذات صباح ضرب ثلاث أطفال الفزاع بالحجارة مما تسببوا بكسر ساقة وتناثر القش من رأسه. حاول العندليب مساعدته فغرد بصوته الجميل وحلق بعيداً ليتبعه الأولاد. شاهدت الطيور ما حدث فأشفقت على الفزاعة وساعدته في تركيب رجله المكسورة، ووضع القش على رأسه. وارتدى معطفاً وقبعة جديدة أهداها الأولاد للفزاعة. ومنذ ذلك اليوم تقف الفزاعة سعيدة تنتظر العندليب والطيور كل يوم لتسمع منهم الحكايات والألحان. |