| مقطع |
تتحدث القصة عن فلاح كان يعيش مع زوجته في كوخ صغير، تزين حديقته الصغيرة أشجار الزيتون، وتفوح من جنباتها رائحة الياسمين، في قرية صغيرة كل من فيها، ولكن عدم إنجابها الطفل هو ما يعكر صفو حياتهما، وكان أهل القرية دائمي التضرع لله بأن يرزقهما بطفل، حتى جاء ذلك اليوم الذي استجاب الله فيه لدعائهما، ورزق الفلاح وزوجته بطفله جميلة.
احتار الوالدان في تسميتها، فتوصلت نساء القرية إلى أن تحمل اسم لم يطلق على أي فتاة من قبل، فأسموها (سماء)، وبعد مضي عام لاحظت الأم ضعف ساقي ابنتها، وحزنت لمعرفتها أن (سماء) غير قادرة على المشي؛ فخضعت لأمر الله ومشيئته، وأعطت ابنتها من الحب والحنان الكثير، وكذلك أهل القرية حيث كانوا يرسلون أبناءهم بعد انتهائهم من العمل في الحقول ليتحدثوا إليها، ويطردوا عنها شبح الوحدة والوحشة، وكذلك ليعلموها القراءة والكتابة، ولكن ظل هناك حزن في داخل (سماء) لعدم قدرتها على العمل كالآخرين، وجلست تفكر فيما تستطيع أن تعمله.
وبينما كانت (سماء) غارقة في أفكارها إذا بها تسمع صوت (الاخريز) يناديها ويقترح عليها أن تحرس النبع، ففكرت سماء وعلمت أنها تستطيع حراسة النبع من اللصوص الذين يحاولون الاستيلاء عليه؛ فأخبرت والدها برغبتها، ولكنه رفض في البداية، وبعد إلحاح منها وافق على أن تعمل يوماً كل أسبوعين.
وفي يوم الحراسة استيقظت باكرا، واستعدت للذهاب؛ فحملها والدها صوب التل الصخري، وأجلسها على الكرسي، وطلب منها أن تقرع الجرس عند رؤية الغرباء، وأعطتها والدتها صرة مملوءة بالطعام، وبقيت سماء وحدها بعد رحيل والديها حتى حان وقت الظهيرة؛ فتناولت تفاحة وأغمضت عينيها لتغرق بالنوم، ولكنها صحت على صوت هدير الماء صارخا: احذري يا سماء، فاستفاقت مذعورة ونظرت حولها لترى أشخاصاً غرباء أسفل التل، فحاولت قرع الجرس ولكنه كان بعيداً عنها، فحاولت النهوض ولم تستطع؛ فأعادت الكرة ونجحت في الوقوف والسير حتى وصلت إلى الجرس، وقرعته؛ فهرع أهل القرية إلى اللصوص، وتصدوا لهم وقتلوهم بكل شجاعة، ولكن (سماء) لم تكن هناك.
بحث الجميع عنها في كل مكان لعدة ساعات دون جدوى، وبقي أمل بأنها ستعود، وقاموا بعمل راية لتذكر أهميتها، واختاروا اللون الأحمر لخدي سماء، والأخضر لعينها، والأبيض لقلبها، والأسود لشعرها، ورفعوا الرايات على منازلهم بانتظار عودة سماء لتقرع الجرس من جديد. |
| عنوان الكتاب |
|
|
زين العابدين الحسيني |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الأفق الجديد |
|
الحب - قصص الأطفال
ذوي الإحتياجات الخاصة
الفئات الخاصة
الدفاع عن الوطن
|