مقطع |
تحكي القصة أنه في قديم الزمان، جاء مجموعة من النساء والرجال والأطفال إلى أرض واسعة الخضرة، فيها جياد وعصافير وقطط، فبنوا فيها البيوت والمدارس والمستشفيات، وزرعوا قمحا وورداً، ولم يحاولوا إيذاء أي حيوان، حيث أصبحت الأرض تزخر بالسعادة والفرح إلى أن أقبل إليها ملك قاسي القلب جعل كافة الناس عبيدا، فلم يعجب الناس هذا الوضع، إلا أنه ليس في يدهم حيلة. وفي يوم من الأيام خرج الملك ورأى القطط، فقال ما فائدتها؟ فقالوا ليست مهمة فائدتها سوى اللعب مع الأطفال وصيد الفئران، وكذلك الطيور فأجابوا أنها تغني وأجسامها هزيلة، فأمر بطردهم، فساد الاكتئاب، إلا أنه أعجب بالخيول فأحبها، فأمر بترويضها. وبعد أسابيع، استطاع الجنود حبس جميع الجياد لاستخدامها في كل المهام، وبعد ترويضها إلا الفرس الأبيض الذي كان شديد الذكاء محبا للحرية، فغضب الملك وأمر جنوده وهددهم بأشد العقاب إن لم يصطادوه، إلا أنهم لم يفلحوا، حيث كل مساء يمر الفرس على الأرض الخضراء ويطلق صهيله ويركض بسرعة فائقة. اشتد غضب الملك فهدّأه أعوانه أن الأمر لا يستدعي كل هذا الانزعاج، فقال لهم إنه يُذكر الناس بالأيام القديمة، ويدعوهم إلى عصيان أوامري، وتحقق ما خافه الملك، فاسترد الناس أرضهم وحبسوا الملك، وعاد الفرح والطيور والقطط والجواد الذي لم يعلم بما حدث، ولكن ظل طليقا متمردا يرفض العيش ذليلا. |