مقطع |
تحكي هذه القصة عن "ناصيف اليازجي" الذي ولد سنة 1800م في قرى الساحل اللبناني، وهو حمصي الأصل، وقد اتصف بقوة الذاكرة وسرعة الفهم والحفظ والإلمام بالكثير من العلوم والمعرفة، فقد كان أبوه عبد الله من أطباء عصره المعروفين، فقد نشأ في محيط مشبع بروح العلم والدرس والمطالعة، قام بتدريس اللغة العربية في مدرسة بطرس البستاني، وأيضا في المدرسة البطريركية للروم، ومن ثم درس في الكلية الأمريكية، فيعتبر اليازجي موسوعة عربية تجمع بين شتى علوم اللغة العربية؛ علم الأدب، اللغة، الإنشاء والتعبير. وقد ألف كتب في النحو والصرف مثل كتاب (لمحة الطرف في أصول الصرف) وأيضا (الجمانة في شرح الخزانة)، وغيرها من الكتب المختصة في علوم اللغة العربية. وكان لليازجي ميل شعري، فكتب ثلاثة دواوين أولها نبذة من ديوان الشيخ ناصيف اليازجي، والثاني نفحة الريحان، والثالث ثالث القمرين، ولقد كان منزله محطاً لرجال المعارف والعلماء، وكان هو محور الحركة الفكرية حتى مرض وضعف بصره وذاكرته، وكان لديه نزيف داخلي في القلب، ثم فقد ولده حبيب، فكانت مصيبته كبيرة وتوفي بعد ابنه سنة 1871م. |