مقطع |
تتحدث القصة عن بلدة اسمها (هيلمان) تقع بجانب النهر، وكانت أرضها خصبة، وثرواتها طائلة، لكن سكانها كانوا طماعين وأنانيين، وحكام البلدة كانوا أكثر الناس جشعا وطمعا؛ فكانوا يجبرون الفلاحين على إعطائهم كل المحصول، ويقدمون للناس خدمات قليلة، ويحصلون من الناس على أموال طائلة.
فكر هؤلاء يوما في التخلص من القطط والكلاب؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن العناية بها تكلف الكثير من ثروتهم؛ فقاموا بطردها وإخراجها من المدينة، لكن سرعان ما امتلأت المدينة بمئات الفئران بكل الإحجام؛ فاجتمع مجلس المدينة ليبحث عن حل لهذه المشكلة، ثم جاء شاب غريب عن البلدة يحمل ناياً، وسأل الأعضاء ما إذا كانوا يريدون التخلص من الفئران؛ فأجابوه بنعم، وطلب منهم أن يعطوه مئة قطعة ذهبية ليخلصهم من الفئران.
وافق أعضاء المجلس على أن يعطوه النقود عندما يخلصهم من الفئران؛ فوافق الشاب، وأخذ يعزف بالناي؛ فتجمعت حوله الفئران من كل اتجاه، وأخذت تجري وراءه، واستمر بالعزف حتى وصل إلى حافة النهر؛ فقفز بالماء؛ فقفزت وراءه الفئران، ولم يبق أي فأر، ثم صعد العازف، وعاد للمدينة ليأخذ نقوده؛ فأعطوه قطعة ذهبية واحدة بدلا من المئة، ورفضوا أن يعطوه ما وعدوه به.
غضب الشاب، وعزم على الانتقام منهم؛ فخرج إلى شوارع المدينة، وأخذ يعزف فتبعه الأطفال سعداء ومبهورين حتى وصل إلى جبل؛ فأطلق العازف نغمة عالية من الناي؛ ففتح بابا في الجبل، وأدخل الأطفال، ثم أغلق الباب، وأما أهل المدينة؛ فلم يجدوا أولادهم؛ إذ أخذهم العازف إلى مكان جميل، وعلّم الأطفال الكرم، وعدم الجشع والأنانية، وعاشوا بسعادة، وتغير حال المدينة؛ فأصبحت مدينة كئيبة خالية من ضحكات الأطفال. |
عنوان الكتاب |
|
|
سمير سرحان |
|
فريدة عويس
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الطمع الجشع
|