مقطع |
تحكي القصة أنه قد عاشت أسرة "تشيكوفسكي" في مدينة فونسكنج بروسيا. أقامت الأسرة حفلا موسيقيا في منزلها، قامت الزوجة بالعزف على آلة البيانو، وفجأة جاء صوت طفل ينادي مربيته، دخلت المربية إلى حجرته ووجدته ممسكا برأسه ويصرخ قائلا: لا أستطيع النوم، الموسيقى هنا في رأسي. هذا الطفل هو "بيتر" كان موهوبا منذ طفولته، بدأ العزف على البيانو في الخامسة بتقليد الألحان التي كانت والدته تقوم بعزفها، يحفظ الألحان بمجرد سماعها مرة واحدة. أرسلته أسرته إلى "ليننجراد" ليتعلم الموسيقى عندما بلغ العاشرة من عمره، وأقام في منزل صديق الأسرة حريصا على الذهاب لدار الأوبرا لمشاهدة عرض موسيقي مع هذا الصديق. رغبت الأسرة في تعلم بيتر والتحاقه لدراسة الحقوق، ونزولا لرغبته التحق بها، وتخرج فيها وهو في سن التاسعة عشرة من عمره. وإلى جانب دراسته للحقوق أتم دراسته للموسيقى. ترك بيتر العمل بالقضاء في سن الواحدة والثلاثين وتفرغ للموسيقى، وبداية عمله في الموسيقى، فقد كان يقوم بإعطاء دروس خاصة في العزف على آلة البيانو، وأيضا مشاركته بالعزف مع بعض المغنين، وكان يدون بعض المقطوعات الموسيقية لبعض الزملاء لكسب المال، كل هذا بجانب دراسته بمعهد الموسيقى. بعد الانتهاء من دراسته بالمعهد عيّن مدرسا بمعهد موسكو. بدأ اسم تشيكوفسكي يلمع في مجال الموسيقى وانتشرت مؤلفاته ولاقى إعجاب السيدة "نادية" وأخذت ترسل إليه مبالغ مالية كبيرة، والغريب أن هذه الصداقة التي استمرت أعواما كانت كلها بالمراسلات البريدية، وكان يميل إلى العزلة والاكتئاب، ورغم طِباعه الغريبة إلا أنه كان يحب أسرته ويداعب أطفالها. سافر تشيكوفسكي إلى دول كثيرة في أوربا وأمريكا يقدم فيها فنونه التي كانت تلقى نجاحا كبيرا، ويعتبر تشيكوفسكي ألمع وأكبر موسيقي في روسيا، فقد ألّف الكثير من المقطوعات الموسيقية للآلات المنفردة وللأوركسترا الكبير السيمفوني، كما لحن بعض الأوبرات (المسرحيات الغنائية). وفي عام 1893 انتشر مرض الكوليرا في المدينة وأصيب بهذا المرض وهو في الثالثة والخمسين من عمره. |