مقطع |
كان يا ما كان في ليلة من ليالي الزمان، كان هناك صياد وزوجته الحامل وبناته الثلاث ، وكانت الزوجة تتأوه وتتألم وتعاني من آلام الولادة ، وكانت تتمنى وتدعو الله أن يكون الطفل ولدا ؛ لأن زوجها هددها بالطلاق، وإذ بها تلد بنتا ؛ فطلقها الصياد وخرج من المنزل دون أن يسمي المولودة الجديدة، وظلت الفتيات يفكرن كيف سيواجهن أعباء الحياة، فقررت الكبرى أن تذهب لصيد الأسماك ، والوسطى لرعي الغنم ، والصغرى في غزل الصوف ومساعدة والدتها في أعمال البيت. وكانت "شمس الصباح" تذهب كل يوم للبحر أملا في أن تصطاد حورية أو تعثر على قمقم . وفي يوم رآها جارهم الصياد العجوز وسألته عن حقيقة هذه الأشياء ، ولكنه قال لها بأن هذه أمنيات تداعب عقول الصيادين ولا وجود لها ، وقد أمضى عمره في البحر ولم يحصل على شيء، فقررت شمس الصباح مغادرة القرية والتجول في أرض الله الواسعة وودّعت أمها وأخواتها وداعا حارا ثم غادرت، وكانت تحمل معها صرتها الصغيرة التي تحتوي على بعض الملابس وكيس يحتوي على القليل من التمر والجبن والخبز، وكانت ترتحل من مكان إلى مكان وكانت تسير دون أن تدري عن ماذا تبحث، وفي أحد الأيام انتهى الطعام الذي معها وكذلك النقود، فقررت عدم الرجوع للقرية لأنها لم تحقق أحلامها وفجأة رأت صيادا يرمي شباكه في البحر وعرضت عليه أن تساعده في الصيد على أن يعطيها بعض السمك لتأكله ، فوافق الصياد، ثم سارت ووجدت فلاحا يجمع القمح، فعرضت عليه المساعدة على أن يعطيها بعض الخبز ، فوافق ثم سارت ووجدت راعيا وعرضت عليه أن تساعده في حلب الأبقار على أن يعطيها بعض الجبن ، فوافق ثم سارت وجلست تحت شجرة لتستريح وتفكر ماذا ستفعل الآن . ثم رأت في الغابة أميرا جميلا ومعه الفرسان وسألها عن نفسها ، فقالت بأنها الأميرة شمس الصباح وسألها إن كانت تعرف الغناء والرقص والعزف على العود، فأجابت بالإيجاب وطلب منها الزواج وأخذها إلى قصره وبينما هي مستلقية على كرسي مريح وإذا بامرأة عجوز تطلب منها النهوض الآن ؛ لأن المطر يتساقط ، ودعتها إلى كوخها القريب، وكان هذا الحلم الجميل الذي حلمته شمس الصباح . ثم سألتها العجوز عن قصتها ، فروتها لها شمس الصباح ، وقامت بكنس الكوخ وغسل الأواني وترتيب المكان، ثم بدأت العجوز بالكلام وقالت أن ولدها ذهب ليحضر الماء من خلف التلال السوداء لقرية النبع المسحور، ولكن أصحاب شركة نقل المياه لفقوا له تهمة وهو بالسجن الآن. ثم ودعت العجوز بعد أن استمعت لنصائحها وذهبت لقرية النبع المسحور. ثم رأت الحطاب وسألته عن المدينة وقال لها الحكاية ، وأنه لا يوجد سوى طريقين لجلب المياه أحدها أن تذهب النساء لجلبه من خلف التلال ، أو الدفع لشركة نقل المياه ، وأنه لا طريقة أخرى، ثم ذهبت لتساعد الحطاب في جمع الأخشاب ولتصنع لها نايا مثل ناي صاحب الأغنام الذي يصدر صوتا جميلا، ثم رأت بالغابة العديد من أقصاب البامبو ، فخطرت في بالها فكرة ، وهي أن تستخدم قصب البامبو لنقل الماء للقرية ؛ لأنه متوافر وهو صلب ومرن ويمكن أن يمر وسط الصخور ، وقالت للحطاب فكرتها ثم جمع أهل القرية لمناقشة الموضوع وشرحت لهم شمس الصباح الفكرة ، ودعت للتعاون لكي تنجح وتنفذ فكرتها، فوافق الجميع وبدأوا يعملون ويعملون، ولكن أصحاب العربات أحسوا بأنهم سينجحون ؛ فكسروا كل أعواد وغصون البامبو ، فقرر أهل القرية حراسة المشروع في الليل حتى لا يتعرض له أحد، ونجح المشروع وسارت المياه في القرية ، وشكر أهل القرية شمس الصباح ، وذكروها دائما ، وطلبوا منها الجلوس معهم لكنها اعتذرت ؛ لأنها اشتاقت لأهلها، ووعدتهم بزيارتهم ونجحت في تحقيق عمل عظيم للناس. |