مقطع إن للمزاح إزاحة عن الحقوق ومخرجاً إلى القطيعة والعقوق ، يصم الماذح ويؤذي المماذَح ؛ فكثرة المزاح تذهب الهيبة والبهاء وتجرئ عليه الغوغاء والسفهاء. وأما الضحك فإن كثرته شاغل عن النظر في الأمور المهمة ، مذهل عن الفكر في النوائب الملمة ، وليس لمن أكثر فيه هيبة ووقار، ولا لمن وصم به خطر ولا مقدار. وليس شيء أضر بالرأي ولا أفسد للتدبير من اعتقاده الطيرة، ومن ظن أن خوار بقرة ، أو نعيب غراب ، يرد قضاء ، أو يدفع مقدوراً ، فقد جهل . وكانت العرب قديماً إذا أرادت سفراً ، نفرت أول طائر تلقاه ، فإن طار يمنةً سارت وتيمنت ، وإن طار يسرة رجعت وتشاءمت . والأمر على حقيقته عائد إلى قضاء الله ، فما أراده الله كان ، وما لم يرده لم يكن
عنوان الكتاب
إبراهيم الإبياري
عادل البطراوي


أدب الدنيا والدين
التربية الإسلامية